الثلاثاء 10 سبتمبر 2024

بائع البرتقال

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

بائع البرتقال..
كنت لا ازال في أول مشوار الدراسة الجامعية ...سنوات مرت... سنوات كئيبة وتحمل بين أيامها الحزن....إستأجرت غرفة صغيرة في المدينة لأنام فيها وأتابع دراستي..والدي موظف أرسلني لمتابعة دراستي ويأمل بأن أصبح طبيبا وينسى سنوات الشقاء..ويمازحني قائلا هيا إجتهد وكن طبيبا لتعالجني مجانا... ويبتسم...إبتسامة أشعر بها كل الحزن ومغلفة بشيء من الدعم. أنا اشتاق اليه الأن....كل يوم صباحا أذهب للجامعة سيرا لتوفير بعض المصاريف...وفي طريقي ألتقي بائع البرتقال على طرف الرصيف ..كان قد عرض بضاعته الطازجة مع ميزان نحاسي قديم لكن ترى بين كفتيه الصدق والعدل... وهو عبر ابواب الثمانين وخط الشيب شعره الذي يخفيه تحت قبعة صوف اعتقد لازمته بكل الفصول... وفي وجهه كل البشاشة والطيبة...وتجاعيد تركت الايام أثارها عليه... وبأبتسامة حنونة ابوية وبعينان تتقد ذكاء يكاد ينبعث منها أمل ضعيف...كل يوم ألقي عليه السلام فيرده بصوت قوي مبتسم .. حتى أعتدت رؤيته يوميا واشتري منه حبات من البرتقال الطيب مع تفاحتان ينتقيها لي خصيصا ويسقيني بعض من العصير ...ويقول خذ أشرب انك بحاجة لتغذية لتتابع دراستك... وستنجح...احببت كلامه ...وقصصه واخبار من الزمن الجميل...اجلس عنده على صندوق خشبي ويحادثني ويروي لي اجمل الذكريات ..إلا أنه يتوقف عن السرد عندما نآتي على ذكر عائلته....يسكت... ويطغى على وجهه مسحة حزن...ينهي كلامه بدمعة خفية ويبتسم ويعطيني تفاحة ....وأذهب...انا توددت أليه واصبحت اشعر ببعض من الحنان الابوي...كل يوم صيفا مكانه مع الثلج والعصير شتاء مع بعض الحطبات المشټعلة في صفيحة من التنك تكاد تكون المدفأة .. يوما سألته بعد ان استجمعت شجاعتي وبأصرار... عمي كريم اين زوجتك اولادك مسكنك الاساسي...اين عائلتك اين تنام.. نظر إلي بحدة...وعقد مابين حاجبيه .. وسكت بعد ان زفر زفرة عميقة....وقال قم إلى منزلك بدأت السماء تمطر...هيا لديك دراسة...وشهادة...وانا انتظرك...وانتظر نجاحك...وبجدية أمرني بذلك ...قمت حزينا مفكرا بعمي كريم وكلماته .... اصبحت أمر قربه كل يوم واراه حزينا وانا لا استطيع محادثته...مرت الايام وصيفا وشتاء.. وكل الفصول وكل السنوات ..وتخرجت واصبحت طبيبا ...ونجحت وانتقلت وتغيرت كل حياتي ....ولم استطع معالجة

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
والدي كما تمنى فقد سبقنا الى السماء....وبكيت تعب والدي وشقاؤه وتمنياته ليراني طبيبا...انها الحياة....تذكرت عمو كريم بائع البرتقال...تركت كل شي خلفي وانطلقت بسيارتي الى المدينة لمكان الكريم .. فلعل الحياة تعاقبني....فلم اجده...ولم اجد تفاحاته ولا العصير ولا الميزان...سألت عنه جاره في الدكان ...وتحدثنا عنه وتذكرني.... وقال لي...صدقا يابني هذا الرجل رحمه الله قد احبك ... وكان يكلمني عنك قائلا هذا ابني الذي اشعر بحنانه...سالت دمعة مسحتها بحزن اردف قائلا لقد ترك لك رسالة وهذا الميزان....واعطاني الرسالة...وقال هو كان متأكدا بأنك ستسأل عنه بعد تركك المنطقة...وكان يقول سيعود...سيعود .. اخذت الرسالة وذهبت الى شاطيء البحر لأقرأها بهدوء ولوحدي..وقال فيها....بني...رسالتي هذه ردا على

انت في الصفحة 1 من صفحتين